أنا و صديقتي
الصداقة ليست كلاما فقط، بل هي حق و واجب، صديقتي هي بمثابة أختي ...افتقدتها، لكن هذه هي سنة الحياة ...،تعلمت أن أكون صبورة ،لكن لا توجد فتاة مثلها في الدنيا، فـــــي كلامها و شخصيتها و جمالها، و آدابها ،كما قالوا قديما: ( الإنسان بلا صديق كالوردة بـــــلا رحيق ). تعلمت في هذه الحياة أن أتحمل المسؤولية ،مهما عظمت، طالما أتصدى لضغوطاتها بـــــكـل إرادة و صبر. كانت لي صديقة عزيزة على قلبي، أحببتها أكــــــــــثر من نفسي، أعطيتها كل شئ، كنا لا نفترق ، كان الناس يروننا دائما مع بعضنا حتى ظــنوا أنـنا أخـتين، كانـت مثل النجم الذي يمضي عمره من أجل بث نوره،تعلمت منها أن لا نترك شئ من دون أن لا نأخــذ منه عــبرة، كان كلامها دائما أمــثالا و أقوالا رائعة، صديقـتي هذه، هي أمي و أختي و كل شـئ بالنسبة لي، عندما أكـــون حزينـة كانت تـقـول لي: " أيـتها البــنت عيشي أيـامكِ، واجعلي كل يوم بداية ليوم آخر مشرق، عيشي كيفـــما شئتِ فإننا لميتون يوما، و أحبي من شئتِ فإنكِ مفارقـة له ذات يوم "،كـنـت دائما أستمع إلى كلامها الجميل، تنصحني و كأنها أمي، تقول لي "لا تفعلي كذا، وافعلي كذا"، كنت أقول لها ما في قلبي، كل ما يحزنني.
أثق بها إلى أقصى درجة، صديقتي هذه، هي روحي و حياتي و كل شئ جميل في هـذه الدنيا.
لكن للأسف هذه الصداقة انتهت بسرعة، و كأن الزمن توقف بالنسبة لنا، لأن صديقتي توفيت، نعم........
توفيت، ورحلت عني بدون رجعة، لكنها تركت لي ذكريات جميلة و رائعة،لن أنساها ما حييت.
صدقوني ....لم أتحمل فراقها ...،
أخذت جزءا مني و رحلت، حزنت عليها، تركتني في بداية الطريق، لا أعرف ماذا أفعل ؟ لمن أحكِ أحزاني و أفراحي و مشاكلي... يا الله، كانت مثل الوردة المتفتحة، لا أستطيع أن أنسى ابتسامتها و كلامها، أسمع كل يوم صوتها في أذني يقول لي: " أنا معكِ ،فلا تحزني "، كأنـهــــــــا لم تمـت.
علمتني كل شئ، أن أعيش سعيدة، أن أكون مرحة و قوية، و صادقة، علمتني مواجهة الـــــــــــــــــــناس و الحيــاة.
صديـقتي...أين أنـتِ؟ لماذا تركتني ؟ لا أستطيــــــــــع نسيانكِ، صـرت كالمـجنونة !، أبـكـي كأنـني طـفلة صغـيـرة تبـحث عـن أمـها، كرهــت الـحياة عـندما ذهــبت و صارت أيامـي حزيـنة، صـرت أمشــي و أقـول : " حـزني..يـــــــا حزني!..أرجـعــي لــي سعادتي، أرجعي لي أيامي الحلوى"، أصبحت ضعـيفة لا أقـوى على الكلام، و صارت دموعـــي تـتساقط، ولا يـوجد من يمـسح هذه الدموع الساقيـة، الـــــتي ِالتصقت بجفني، فقد أصبح زماني زمان البكاء، زمن الوحدة و السكون.
حاولت مرارا أن أنسى حزني، و أرى شمسا مشرقة تخرج من بين السحاب، تدفئني بنورها، و تبدد سواد حزني عــلى صديقتي التـي تركـتني ... كنـت في بعض الأحـيان أصـــبر على فراقــها و أحيانا أعيد شريط ذكرياتــي معها لتــتزاحـم الدموع في عيني و تتـساقط على وجهـي الحزيـن، وتحاول لفي في رداء أبيـــض شــــــــفاف.
أصبح صمتي هو الصديق الوحيد لي، و أصبح جزءا من حياتي، كلما أحس بالشجاعة و القوة و الجرأة لأبوح بألمي كان جدار الصمت يقف بطريقي.
صديقتي، لقد رحلتِ و تركتني وحيدة، غادرتِ من دون رجعة، لكنكِ بداخـلي، بـقلـــبي، عقلي، و كياني، أترككِ يا صديقتي، لن أنساكِ أبدا، سنلتقي يوما ما في جنة الفردوس.