* ثواب الصدقة * ( قصة حقيقية )
بعد أن يئس الأطباء من وضع الطفل ذي الخمس سنوات اقترحوا على أبيه الحزين أن يأخذه إلى البيت لأنّ بقاءه في المشفى كان بلا جدوى .. فلم يستطع الأطباء أن يخفضوا درجة حرارته العالية .. ولا أن يعرفوا سبب تلك الحمى التي أفقدته الوعي منذ عدّة أيام .. كانت كل المؤشرات تدل على أن النهاية قريبة ..
أخذ الوالد الحزين الطفل إلى البيت .. وأخذ يتناوب هو وزوجته الملتاعة السهر بجانب سرير طفلهما .. يضعان على جبينه كمّادات الماء المثلّج في محاولة يائسة لمساعدته .. وهو ينتفض من الحمى .. وتتلاحق أنفاسه .. وتقصُر ..
شعر الوالد الحزين بضيق في صدره فذهب خارج المنزل يستنشق هواء الليل .. فوجد هرّة تحت شجرة .. وحولها أولادها .. تموء جائعة .. اقترب منها ليستطلع الأمر .. فوقفت بشراسة أمام أولادها تحميهم من أي خطر محتمل .. فقال لنفسه .. سبحان الله .. لقد أودع في كل مخلوقاته الحنان والحب .. من أجل أن يعمر الكون ..
عاد إلى بيته .. واتجه نحو المطبخ .. وأحضر في طبق ما وجده متوفراً من اللحم والحليب في الثلاجة .. أخذه إلى حيث الهرّة وأولادها .. وضعه بقربهم .. ووقف قليلاً يراقبهم يأكلون .. وأمّهم متوجّسة تنظر إليه .. ثم عاد ليطمئن على ابنه وهو يقول في نفسه : سبحان الذي جعل في كل كبدٍ رطبةٍ أجر ..
دخل إلى غرفة ابنه فوجد زوجته , وقد غلبتها عيناها من التعب , وهي نائمة على الكرسي بجانب سرير ابنها .. أفاقت عند دخوله الغرفة وهي تقول : يا لطيف .. خير .. اللهم اجعله خير !! .. وقصّت عليه ما رأته في منامها قالت : رأيت وكأن طائر كبير انقضّ على سرير ابني يريد أن يأخذه .. وإذا بهرّة كبيرة تهجم عليه .. وتقاتله بقوة حتى غلبته وهرب بعيدا ..
ارتجف قلب الأب الصالح .. ودمعت عيناه .. ولم تعد تحمله قدماه .. وبين مُصدّقٍ ومكذّب اقترب من سرير ابنه .. ووضع يده على جبينه .. كان بارداً .. وكانت قطرات العرق تنحدر منه .. ثم .. فتح الطفل عينيه !! ..
سبحان الله أرحم الراحمين .. وصدق رسوله الكريم