درس في الإيثار
كـان يا مكـان في قديم الزمـان و سالف العصر و الأوان، و لا يحلى الكلام، إلا بذكر نبينا محـمد – عليه أفضل الصلاة و السلام - ...
شيخ طاعن في السن يسكن في قرية خضراء ببساتينها، زرقاء بأنهارها، سعيدة بسكانها، و كان لهذا الشيخ ثلاثة أبناء، سامي الإبن الأكبر، و رامي الإبن الأوسط، و فادي الإبن الأصغر، أراد والدهم أن يزوج سامي بفتاة فائقة الجمال، إسمها "تمرحنة"، تعيش بالقرية في كنف عائلتها، بكـل حب و سعادة. نادى الأب سامي و قال:" سامي..أنت أكبر أولادي، و قد آن الأوان لتكون لك أسرة، و إني أرغب بتزويجك حسناء القرية "تمرحنة"، فمـا قولك يا ولدي؟". أجابه الإبن قائلا: "أبي.."تمرحنة" أجمل فتيات القرية، و هي مطمع كل شبابها،لذا لن أستطيع أن أتزوجها بدون موافقة أخوي، فإني و إن كنت أكبرهما، فلست أفضل منهما، و لن أخطبها إلا بعد موافقتهما كلاهما". وافق الأب، و قرر أن تكون "تمرحنة" من نصيب الأجدر من أولاده، لذا اشترط أن يقوم كل منهم بإحضار شيء عجيب مفيد، ينتفع الناس به، على أن تكون "تمرحنة" من زوجته. وافق الأخوة ومضوا كل في طريق مغاير. ظل الإخوة في رحلتهم غائبين عن القرية مدة شهر كامل، وبالفعل، تمكن كل منهم من إيجاد شيء عجيب، مفيد
فوجد سامي بساطا يطير..و وجد رامي نظارة ترى البعيد، و فادي عصا تشفي المريــض.
عاد الإخوة أدراجهم، والتقوا حيث افـترقوا، عنـدئذ وضع رامي نظارته فرأى قريته البعيدة، و البنت الحسناء مريـضة، فطلب سامي من أخويه الصعود على البساط الطائـر، ففـعلوا و طاروا حتى وصلـوا إلى القـرية، ثم ذهبـوا إلى بيـت "تمرحنة"، لمسها فادي بالعصا فشفيت من مرضها و تبسمت لثلاثتهم شاكرة. عاد الإخوة إلى أبيهم، وقصوا عليه ماحدث معهم، فإحتار الأب وقـال:"كل ما أحضرتموه مفـيد، لكن من سيفوز بالبنت يا ترى؟"، أجابه الأبناء بنفس الوقت:" والدي لا تقلق، سندع الخيار لصاحبة الشأن ". ذهب سامي و رامي و فادي إلى بيت "تمرحنة" و أعادوا سرد قصتهم لها، وطرحوا اشكاليتهم عليها، ثم تكلم سامي قائلا:" يا حسناء القرية قد علمت بقصتنا، فمن ترضين به، سيكون لك نعم الزوج بإذن الله"، وقـال رامي:" لن يغضب أخ من أخيه، فاختاري من تشائين"، وقال فادي:" فكري جيدا". ضحكت الفتاة و قالت: " العادة قبل العبادة، سأختار سامي فهو الأكبر منكم، لكن لي أختين لا تقلان جمالا عني، فإن أراد رامي وفادي رأيتهما، فسأناديهما، وعسى أن يكون خيرا إنشاء الله"، فـرح الأخوة، ونادت "تمرحنة" أختيـها مريـم و سهام، فإختار رامي الأخت الوسطي مريم، وإخـتار فادي الأخت الصغرى سهام. دفع الأب مـهر كل من أولاده الثلاثة، و حدد موعد الزفاف، ليكون عرس الأخوات الثلاثة بيوم واحد، وعاشوا بعد ذلك بسعادة و هنـاء و أنجبوا بنين و بنات .
و توتة توتة إنتهت الحدوثة..
بقلم التلميذة الهام بولمدايس